burger-bars
لفيفة من الكتب المقدسة العبرية

ما هي المخطوطة؟

يمكن تعريف المخطوطة بأنها الوثيقة الرئيسية لكتاب قديم دُوِّنت بخط اليد، إمّا من قِبَل صاحب الكتاب نفسه أو من قِبَل أشخاص آخرين تلقّوا المعلومات الصحيحة والدقيقة.

أيضاً المخطوطة الصحيحة لكتابٍ لا يعني أنها المخطوطة الأولى الأساسية له، إنما قد تكون مخطوطة منقولة عن المخطوطة الأصل بأمانة.

مخطوطات الكتاب المقدس

لا نبالغ أبداً إن قلنا أن الكتاب المقدس، بعهديه القديم والجديد، هو الكتاب الأكثر امتلاكاً لمخطوطاتٍ تعود إلى عشرات السنوات الأولى لتدوينه، فضلاً عن مخطوطات أخرى ترجع إلى القرون الأولى  لظهور وانتشار الإيمان المسيحي في العالم المعروف في ذلك الوقت. عشرات الآلاف من المخطوطات العائدة للكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، موزّعة على متاحف شهيرة في العالم، وكثير من هذه المخطوطات ترجع إلى زمن قريب جداً، مقارنةً بأقدمية مخطوطات أخرى لكتب عُرِفت بشهرتها تاريخياً وموثوق بمصداقيتها، مثلاً، "لقد مرت 1500 سنة بعد هيرودتس حتى تاريخ المخطوطة الوحيدة التي وصلتنا لأعماله. كما مرت 1200 سنة بعد موت أفلاطون والمخطوطة الوحيدة المكتشفة له. ثم إن النسخ الموجودة لدينا من روايـات سوفوكليس السبع ترجع إلى 1400 عاماً بعد موت الشاعر!، وكتابات قيصر في حروب الغال التي كتبت ما بين عام 58-50 ق.م، توجد لها عدة مخطوطات، تسع أو عشر منها صالحة وأقدمها بعد عهد قيصر بتسعمائة عام .... (عن كتاب: عصمة الكتاب المقدس)،  بينما توجد مخطوطات للكتاب المقدس تعود إلى القرون الأول والثاني والثالث للميلاد، وهي كامل نصوص الكتاب المقدس الموجود بين أيدينا اليوم. هذه المخطوطات تؤكد أمانة النقل عند رجال الله القديسين الذين اهتموا بإرشاد ووحي إلهي، بالتدوين عن الأصل الكتابي الأول الذي استشهد به خدام الله المؤمنون في القرن الأول للإيمان المسيحي، من هؤلاء نذكر ترتليانوس وأكليمندس الإسكندري وأوريجانس، ليبلغ إلينا ما دوّنوه دون أي تغيير أو تبديل أو تحريف.

قد يسأل أحدهم عن كيفية تحديد تاريخ هذه المخطوطات، والجواب هو أنه توجد وسائل حديثة متطورة قادرة على تحديد الزمن الذي تمّ تدوين المخطوطات فيه، وذلك عن طريق إجراء تحاليل  على نوعية المادة المدوَّن عليها وكذلك نوعية الحبر المستخدم، هذا فضلاً عن دراسة الوسائل التي تمّ استخدامها في التدوين والكتابة، وكذلك من خلال اللغة وأنواع الخطوط المستخدمة.

أهم مخطوطات العهد الجديد

من مخطوطات العهد الجديد نذكر بعضها مع تحديد تاريخ تدوينها : مخطوطة جون رايلاند ويعود تاريخها إلى العام 125 ميلادي، مخطوطة بودمير وتاريخها يرجع إلى العام 150 ميلادي،  مخطوطة تشستر بيتى وترجع إلى 220م. هذا بالإضافة إلى مخطوطات كثيرة ترجع إلى القرنين الرابع والخامس للميلاد، منها: النسخة السينائية وترجع إلى 340 م، وهي محفوظة الآن بالمتحف البريطاني. والنسخة الفاتيكانية وترجع إلى 350م، وهي محفوظة في المكتبة الفاتيكانية. والنسخة الإسكندرية وترجع إلى 450 م، وهي موجودة في  المتحف البريطاني. والنسخة الأفرايمية وترجع إلى 450م، وهي محفوظة في المكتبة الوطنية بباريس.

أهم مخطوطات العهد القديم

قبل أن يتمّ اكتشاف مخطوطات قمران، كانت المخطوطة المعروفة باسم "بردية ناش" وهي تعود للعهد القديم من الكتاب المقدس، تعتبر الأقدم من بين مخطوطات العهد القديم للكتاب المقدس، وترجع إلى القرن الثاني للميلاد ... لكن، شاء الله أن تظهر مخطوطات جديدة لكتب من العهد القديم من الكتاب المقدس، في منطقة قمران في منطقة البحر الميت، حيث وجدها أحد الرعاة في أحد الكهوف المنتشرة في تلك المنطقة وذلك عام 1947 م. وقد تمّ تحديد زمن كتابة هذه المخطوطات في القرن الثاني قبل الميلاد، وهي تضم سفر إشعياء كاملاً وأجزاء من سفر المزامير كما هو موجود في العهد القديم الموجود لدينا اليوم. ونتيجة متابعة أعمال التنقيب في كهوف أخرى في منطقة قمران، تمّ العثور على أجزاء من أكثر من مائة دَرْج أخرى تشمل بعض الآيات من كل أسفار العهد القديم ما عدا سفر أستير. تكمن أهمية تلك المخطوطات، إلى كونها تؤكد صحة العهد القديم كما وصل إلينا عبر العصور دون أن يمسَّه أي تحريف.
 يوجد أيضاً مخطوطات كثيرة للعهد القديم، نذكرمنها على سبيل المثال لا الحصر: مخطوطة القاهرة، مخطوطة حلب، مخطوطة ليننجراد ومخطوطة المتحف البريطاني أو المخطوطة رقم 4445.

صديقي القارئ، مع أهمية وجود هذه المخطوطات لمن يهتم بدراسة أصول الكتاب المقدس، فإن قيمة الكتاب المقدس تكمن في رسالته الإلهية الأسمى، وجوهر هذه الرسالة هي إعلان الله مشيئته لنا جميعاً من جهة معرفته ومن جهة علاقتنا به.